*26-3-2025*
*عبدالله نمر أبو الكاس*
*شمال غزة - فلسطين*

✍️
*بعد خرق الإحتلال لإتفاق وقف إطلاق النار واستئناف العدوان على غزة ،، وفي ظل الانحياز الأمريكي الأعمى والمتواصل لحكومة الإحتلال ومنحها الضوء الأخضر والدعم الكامل لشن هذا العدوان الهمجي والبربري ،، والتهديد بفتح ما يسمى أبواب الجحيم على غزة في حال لم يتم الإفراج عن المختطفين الصهاينة ،، وفي ظل حالة الخنوع العربية والإنبطاح ،، ومن وجهة نظر شخصية فإن الحفاظ على ما تبقى اليوم من حطام شعب ،، وإفشال ما هو مخطط له صهيونياً وأمريكياً قادم يُعد أكبر مُنجز وطني يمكن تحقيقه في إطار صفقة التبادل ،، فالكل يعلم تماماً ويدرك جيداً أن حكومة نتنياهو المتطرفة هي من خرق وقف إطلاق النار ،، والذي بدأ سريانه في التاسع عشر من يناير الماضي وفق مراحل ثلاثة متوالية ،، ونتنياهو هو من تراجع شخصياً عن ما جاء في الإتفاق وصفقة التبادل لحسابات سياسية خاصة لترميم واستقرار حكومته وإطالة عمرها الافتراضي ،، ولعل ما حدث من خرق ليس بجديد على ناقضي العهود أن يتراجعوا ويُفشلوا الإتفاق أمام مرأى ومسمع العالم الظالم الذي لم يجرؤ أن ينطق بكلمة واحدة تُحمل الإحتلال المسؤولية عن نقضه الإتفاق المبرم بتواطؤ غربي أمريكي ..*
*لاشك أن مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية هما الوسطاء في صفقة التبادل ،، والأصل أن يكونوا ضامنين لتنفيذ بنود الاتفاق حسب مراحله الثلاثة ،، والأجدر بهم أن يُمارسوا الضغط على الإحتلال لتنفيذ ما أُتفق عليه والاعلان صراحة أمام العالم عن الطرف المعطل للإتفاق ،، وهذا لسان حال الكل الفلسطيني ،، ولكن للأسف الوسطاء من الأشقاء العرب لا حول لهم ولا قوة بذلك ،، وفي نفس السياق لا يمكن التعويل أو المراهنة على الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون وسيطاً نزيهاً ،، ولم تكن يوماً حيادية وضامناً حقيقياً ،، بل كانت شريك للإحتلال في الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 بدءً من إدارة بايدن الديمقراطية،، واستكمال إدارة ترامب الجمهورية لنفس الدور ،، وكلا الإدارتين كانتا ولازالتا تكيلان بمكيالين في هذا الشأن وتعلنان الولاء والدعم المطلق والمستمر للاحتلال على حساب الفلسطينيين ..*
*فما حدث من نكوث وتراجع من قبل الإحتلال عن تكملة باقي المراحل هو بلطجة وغطرسة صهيونية وقحة معلنة ومدعومة أمريكياً ،، ولا أحد يستطيع أن يُجبر هذا العدو الفاشي على الإلتزام بالاتفاق ،، ولكن في المقابل ماذا نحن قادرون على فعله لإجبار الإحتلال على الوفاء بما التزم به ،، وهل نمتلك من القوة أي أوراق تجعله يُذعن للإتفاق ؟؟ وهل نعتبر ورقة المختطفين ورقة يمكن أن يرضخ لها نتنياهو وهي التي يستغلها عكسياً للفتك بنا ؟؟ وهل يمكن المراهنة على أي من دول العالم أو العرب بالوقوف جانب الفلسطيني المظلوم والمضطهد ؟؟ وهل يمكننا الإستمرار بالرهان على الاحتجاجات والأزمات الداخلية في كيان الإحتلال ؟؟ لذا علينا ومن باب درء المفسدة أولاً وقبل فوات الأوان بالقبول بما يسمى مقترح المبعوث الأمريكي ويتكوف الذي أعلنته الإدارة الأمريكية وتتمسك به حكومة الإحتلال ،، أو أي مقترح يقترحه الأشقاء العرب خصوصاً مقترح جمهورية مصر العربية الأخير ،، وبما أننا الحلقة الأضعف فلا حرج أو عتب بالقبول بذلك ،، فلعل الحفاظ على ما هو موجود وواقع اليوم ،، والعمل على إفشال مخططات ترامب ونتنياهو وقطع الطريق على تكالب وزرائه النازيين في خطة التهجير القسري أو الطوعي القادمة ،، ووقف شلال الدم وتعطيل آلة القتل ،، هو أكبر مُنجز يمكن تحقيقه في إطار إستكمال تلك الصفقة لنُجنب أهل غزة جولة جديدة من الويلات والعذابات ومٱلات أخرى مستقبلية نجهلها ..*

0 تعليقات