اقدم عشرة جوامع في فلسطين التاريخية


اقدم عشرة جوامع في فلسطين التاريخية





تزخر الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في الضفة المحتلة أو مدينة غزة بالعديد من الأبنية والأركان والمساجد التاريخية، والتي ترجع نشأتها إلى عصور قديمة، مثل الكنعانية والعثمانية والمماليك وغيرها.

وبدأ تشييد المساجد في فلسطين في أعقاب الفتح الإسلامي على الفور في فترة حكم عمر بن الكلام، حيث اتسمت بالبساطة، حتّى تطورت في زمن الخليفة عثمان بن عفان، حيث استعملت الحجارة والجص في تشييد جدران المسجد وأعمدته.

وتطورت زمن الأمويين، ولا سيما منذ عهد معاوية بن والدي سفيان عبر توسيع الظلة، وسقف صحن المسجد وتحويله إلى غرفة ذات أعمدة، وإقامة نافورة وسط الصحن. وفي عهد الأمويين بدأت تبنى في فلسطين المساجد ذات الجلال والجمال، وفي مقدمتها بالتأكيد قبة الصخرة المشرفة.

وفي التقرير الأتي نستعرض أكثر أهمية 10 مساجد تاريخية في فلسطين مثل الكثير المسجد الأقصى المبارك، حيث يرجع إنشاؤها إلى عصور زمنية قديمة:

1- المسجد العمري الهائل:
ويعتبر من أقدم وأعرق مسجد بمدينة غزة، ويقع وسط “غزة القديمة” بجوار مكان البيع والشراء القديمة، وتصل مساحته 4100 متر مربع، ومساحة فنائه 1190 مترًا مربعًا، ويحمل 38 عامودًا من الرخام ببنيانه المتين والجميل، والذي يعكس في جماله وروعته، بداعة الفن المعماري القديم بمدينة غزة.

وأصاب الجامع خراب هائل في الحرب الدولية الأولى فتهدم القسم الأعظم منه وسقطت مئذنته، وجدد المجلس الإسلامي الأعلى عمارة الجامع سنة 1345هـ/ 1926م تحديثًا إجماليًا وأعاد بناءه على نحو فاق شكله الماضي.

ويتميز المسجد العمري بمكتبة هامة، احتوت على الكثير من المخطوطات في غير مشابه العلوم والفنون، وعن هذا يتحدث مدير قسم التوثيق والمخطوطات والمكتبات بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية عبد اللطيف أبو هاشم في كتابه “المساجد الأثرية بمدينة غزة”؛ حيث تعود نشأة تلك المكتبة إلى الجلي بيبرس البندقداري”.

2- مسجد السيد هاشم

ويعتبر أيضًا من أقدم مساجد غزة، وأتقنها تشييد، ويقع في حي الدرجفي المساحة التي بالشمال لقطاع غزة القديمة، ويبعد عن المسجد العمري مسافة كيلومتر واحد تقريبًا، وورد في الموسوعة الفلسطينية أنه من الراجح أن المماليك هم أول من أنشأه، وقد جدده السلطان عبد المجيد العثماني سنة 1266 هـ/ 1830م.

وتشير المراجع التاريخية حتّى مدرسة كانت حاضرة في المسجد أنشأها المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في فلسطين من مال الوقف، وقد أصابت الجامع عبوة ناسفة خلال الحرب الدولية الأولى فخربته.

ومسجد السيد هاشم يعد الثاني من حيث المنطقة عقب المسجد العمري الهائل، ويرجع بناؤه إلى البدايات الأولى لمدة الحكم الإسلامي في فلسطين.

ويعتقد أن هاشمًا “جد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)” مدفون فيه، وكما ويرجح أن الجامع من عقارات المماليك، وقد قام السلطان العثماني عبد المجيد بتجديده عام 1266هـ.

3- مسجد عمر بن الكلام:
يروي بعض المؤرخين أن المسجد بني عام 18 أو 20 هـ، والأرجح أنه بني عام 15هـ – 636م “وهو عام الفتح”، وهناك فرق بين العلماء على المقر الذي بني فيه المسجد في ساحة الحرم؛ فتذكر بعض الحكايات أنه بني بداخل منطقة الصخرة؛ إلا أن أكثرية الشواهد توميء إلى أنه بني في موقع المسجد الأقصى الجاري.

وتم تشييد المسجد من ألواح الخشب وجذوع الأشجار؛ وقد كان بناؤه طفيفًا ومربع الشكل ويتسع لثلاثة آلاف من المصلين.

4- مسجد قبة الصخرة المشرفة:
بدأ الشغل في قبة الصخرة المشرفة على يد الخليفة الأموي الخامس عبد الملك بن مروان، سنة 68هـ، وانتهى التشييد فيها سنة 72هـ. والبناء عبارة عن قبة مستديرة خشبية مبنية على رقبة مستديرة الشكل، محاطة بست عشرة نافذة.

وقبة الصخرة في هندستها وشكلها وزخرفتها، كانت ولا تزال من أروع المباني التي أتحف بها العالم؛ وقلما يبقى في مباني العالم ما يماثلها، وهي من تأسيس عبد الملك بن مروان.

5- المسجد الإبراهيمي:

للمسجد الإبراهيمي في الخليل تاريخ طويل يبدأ عندما قام إبراهيم (عليه السلام) بشراء مغارة المكفيلة من عفرون الحثي لدفن قرينته (سارة) فيها. ولما وافته المنية هو (عليه السلام)، دفن هناك؛ كما دفن بعده إسحق، ويعقوب، وزوجتاهما.

وفي أواخر القرن الأول قبل الميلاد، بني هيرودوس (والي أرض الأقصى الأدومي) حصنًا بشأن المسجد، لا تزال حجارة سوره الكبير جدا تشاهد حتى هذه اللحظة.

وفي سنة 492هـ، هدم الإفرنج مسجد إبراهيم، وأقاموا على أنقاضه حصنًا لفرسانهم، وكنيسة ضئيلة على الطراز القوطي، ولما استرد صلاح الدين مدينة الخليل، أمر بإرجاع تشييد المسجد، وبنقل المنبر الذي صنعه الفاطميون لمسجد عسقلان، إليه.

6- مسجد الجزار:
يُعد جامع الجزار أكثر أهمية مساجد عكا لضخامته وعلو قبته الخضراء وجمالها، وهو يظهر حارسًا للمدينة وهويتها، وفيه تتم إقامة خطبة يوم الجمعة المركزية في المدينة، حيث بني في القرن الثامن عشر على يد حاكمها الأبرز أثناء الحقبة العثمانية المتأخرة، أحمد باشا الجزار الذي يدلل لقبه على شدة بأسه.

ويأخذ المسجد المرتكز على الطراز العثماني وفي ساحته قبر بانيه، شكلًا مستطيلًا جلبت حجارته من خرائب قيسارية وعتليت في فلسطين، حيث إن القاعات المحيطة بالمسجد استخدمت سكن لطلبة العلم ممن درسوا في مدرسة الأحمدية حتى عام 1948، وهي مدرسة مهمة خرجت أجيالًا من المثقفين الفلسطينيين.

7-الجامع الهائل:

يعلم أيضًا بالجامع الصلاحي، وهو أضخم مساجد نابلس وأشهرها؛ ويقع في شرق المدينة، أصله كنيسة بناها الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي، وأعاد الإفرنج بناءه سنة 563هـ. حوله السلطان صلاح الدين إلى جامع.

8- جامع الخضراء:


يحدث في حي الياسمينة في مدينة نابلس، وهو الموضع الذي حزن فيه سيدنا يعقوب على ابنه يوسف عليهما السلام؛ وقد عمره السلطان قلاوون الصالحي (678-689هـ).

وهو تشييد مربع طول ضلعه 87 خطوة”. ويقع الجامع اليوم وسط البساتين؛ وتوجد بركة في صحنه؛ ومساحة القسم المعد للصلاة فيه صوب 300 متر مربع؛ وله محراب جميل ومئذنة مربعة.

9- جامع البيك:

والذي يحدث وسط مدينة نابلس، حيث كان يعلم باسم “جامع العين” أصله كنيسة حولت إلى جامع في زمن العثمانيين. وفي سنة 1158هـ، حديثين بناءه إبراهيم بك طوقان، ثم وسعه ابنه الوزير مصطفى باشا. ويتبع الجامع في الطابق العلوي عشرات القاعات الضئيلة التي كان ينزل فيها طلاب العلم.

10- الجامع الأبيض:

يعتبر من أشهر جوامع فلسطين، حيث أقامه سليمان بن عبد الملك، عندما كان حاكمًا على الرملة؛ ثم أتمه خلال خلافته، وهكذا وصفه مجموعة من المؤرخين بأنه كان يحدث وسط الرملة، وأنه كان من عجائب الدنيا في الهيئة والعلو.

جدده صلاح الدين عندما استرد الرملة، وعندما افتتح الواضح بيبرس يافا عمر القبة والباب التابعين للمحراب، وعمر المنارة القديمة التي زالت؛ ثم بنى له الناصر محمد بن قلاوون منارة هائلة سنة 718هـ.

إرسال تعليق

0 تعليقات