خذوا السيلفي من صلاح يهديكم البريميرليغ











شتّان الفارق بين العناوين التي تصدرها محمد صلاح الموسم الفائت وبين هذه التي يتصدرها اليوم.  بالأمس كان "المو" على غلاف الـ Times والحسابات الحكومية للبريميرلييغ كونه لاعب الشهر تلو الشهر، أما اليوم فيتصدر عناوين تحليلات بالجملة "ماذا ينقص صلاح كي يرجع الى القمة؟"، "ما الذي تغيّر على محمد صلاح ذلك الموسم"، "صلاح يعقب على منتقديه بقسوة ويقسو على المنافسين"، او مثلاً "كلوب يُدافع عن صلاح ويأمل بأن يكون قد ارتاح نفسياً عقب عطلته". 



بالفعلً ما الذي حصل مع محمد صلاح؟ وهل هناك أمر يدعو لكل ذلك الضجيج بخصوص اللاعب ومحيطه؟ هل يستدعي الشأن أن يتم نَقد صلاح او ما يحصل يُصنّف ضمن خانة "العادي"؟ انخفاض المستوى نعم أمر عادي على أي لاعب لاسيماً عقب موسم استثنائي على كل المعايير، ولكن بما أنه حصل مع لاعب "غير عادي" جماهيرياً وعربياً فالأمر أخذ أضخم من أبعاده. 
يدخُل صلاح مغامرته مع نادٍ يشبهه كثيراً: نادي رومانسي للغايةً، متماهي مع جماهيره وصبور. ما قدمه اللاعب الموسم الفائت أعطى الأمل بالحلم الذي طال انتظاره: البريميرليغ، اللقب الغائب عن الريدز منذ عام 1990. تخيّل ان تكون أنت اللاعب الذي يتطلّع الجميع اليه كي يجلب لنادي بمقدار ليفربول لقب بمقدار حلم البريميرلييغ. تخيّل ان تقوم بكل الشغل الذي يتطلبه ذلك الحلم وفي الأمتار الأخيرة "تتزحلق" موهبتك منك بضرب من ضروب تزعزع الثقة. 
لا يُقدّم صلاح موسماً كارثياً ولا يشهد مستواه تدنياً خارقاً للعادة، لا يزال في ماراثون هدافي البريميرلييغ بمخزون 17 هدفاً و 7 أسيست من 31 ماتش، هو ليس "صلاح" الذي اعتدناه الموسم الماضي لكنه أيضاًً ليس بالسوء الذي يردده القلة. ولأنه ليس يُشبهنا، بل لأنه "واحد منا" فهو مثلنا أيضاًً لم يعتد على "الأذن الصمّاء"، لا يزال صلاح "خام" فيما يتعلّق بالتعاطي مع عالم النجومية والتعليقات القاسية، ما دفعه ليس مرة بل مرتين على التكرار للخروج بتصريحات لا تشبهه او تشبه الصورة التي رُسمت في ذهننا عن "فخر العرب". 

هو ليس أفضل لاعب إفريقي كما أفاد او نُقل عنه، او بالأحرى كما أجبرته التعليقات التي قرأها عبر حساباته في العالم الافتراضي أن يقول، ومما لا شك فيه لا يحق له أن يغمز عن أرقام منافسيه في البريميرليغ لأن ما ميّزه عنهم العام الفائت ليس حصرا كثافة المقاصد بل فاعليتها، وهو الشأن الذي انقلب عليه ذلك الموسم. 
بالأرقام صلاح أهدر 15 احتمالية محققة للتحاق في موسم يتطلب كل من مانشستر سيتي وليفربول فيه إلى كل مقصد من شأنه أن يبعده بالمقدمة عن الآخر. فأغويرو على طريق المثال يملك في رصيده 19 هدفاً واهدر 10 فرص وصنع 7 اسيست.

أرقام محمد صلاح وفعاليته تتأثر كثيراً بالكبس المُلقى عليه، فإحصائياته في مواجهة الأندية الهائلة في البريميرلييغ تُحرج اللاعب، ذلك الشأن ليس للتقليل من موهبته بل للإضاءة على العامل السيكولوجي الذي يتأثر به اللاعب كثيراً. 

من الطبيعي ان تُصبح الهامّة أصعب عليه، فمدافعي الأعداء باتوا أشرس في ما يتعلق بـ بمراقبته، ومنافسه الأول لا يكون متواجدا في "التحالف" او "اولد ترافورد" بل في "الآنفيلد" ذاته. (ساديو ماني) 



 متى ما ارتفع الضغط على صلاح  متى ما ارتفع ارتباكه، يقول الأسطورة ايان راش بان صلاح أصبح يُبال "مبالغة عن اللزوم بينما أن ما ميّزه بالسابق هو فطرته"، فصلاح كان صاحب اللمسة السريعة واليوم أصبح يُعطي العديد من الضرورة لإحكام القبضة على الكرة ووضعيتها على قدمه. 

فيما يأتي خريطة لتسديدات صلاح على المرمى في الموسم الفائت والموسم القائم: 

موسم 2018 - 2019

في الأمتار الأخيرة للبريميرليغ صرح صلاح "الحلم أصبح أكثر قربا والإيمان به يحب ان يكون أعمق"، يُدرك ان تقصي لقب البريميرليغ مع ليفربول لا يُشبه تقصي اي لقب آخر، ولا يُشبه ابداً للتحدي عند منافسيه: لتحقيق سيرجيو اغويرو اللقب مع مانشستر سيتي. 

على صلاح ان يُطفئ تليفونه او يضغط زر الـMUTE على تعبير "فخر العرب" ويرجع إلى فطرته التي اعتمد عليه ليكتب مجده الموسم الماضي، فليبتعد على الضغط والتفكير طفيفاً. ذلك الموسم هو التتويج الحقيقي للموسم الفائت الذي وضع صلاح على لائحة الأجود دولياً، إذا كان قلقاً على منزلته فهو سيبقى دوماً فخراً لأمته، ولليفربول. عليه أن يقلق من ذاته لاغير.

إرسال تعليق

0 تعليقات